5 دقايق للقراءة
دائماً ما تكون الاضاءة قادرة على التحكّم بالجو العام المحيط بفاعلية كبيرة ومؤثّرة للغاية، إذ يمكنها أن تضفي على الأماكن وهجاً فريداً، أو تجعلها مكشوفة وشديدة الوضوح، أو أن تزيد من حدّة الغموض، أو حتى أن تتحكم بالمشاعر والصفاء الذهني وما إلى هنالك من هذه المعايير.
ويمكن تأصيل الأمر بمقاربته مع اضاءة النهار واضاءة الليل، وتبيّن مدى تأثير كلٍ منهما على المحيط العام والتفاعل معه، ولذا؛ فإننا عادةً ما نذهب لإعداد أنظمة اضاءة متباينةٍ في الأماكن المختلفة بما يتناسب مع دلالات المكان وطاقته والغاية منه، فتختلف اضاءة مكتب العمل على سبيل المثال عن اضاءة المحال والمراكز التجارية، وتختلف هذه عن اضاءة المتاحف أو المعارض الفنية، كما يختلف إعداد اضاءة تصوير أو اضاءة مسرح أو عن اضاءة المنشآت التعليمية التي تختلف بدورها عن اضاءة المراكز والمنشآت الطبية أيضاً، وعن اضاءة المطاعم والمقاهي، التي تتمايز عن اضاءة المكتبات وحتى دور العبادة كالمساجد والكنائس.
الأمر الذي يؤكد ويشير بوضوحٍ إلى تأثير الإضاءة المحيطة ودورها الفاعل في التحكم بالمشاعر والأجواء، وعلى غرار ذلك؛ فإنها تختلف أنظمة الاضاءة داخل المنزل من ركن إلى آخر أيضاً بحسب طبيعة كل مكان من أرجاء المنزل والجو العام الذي ينبغي تطبيقه فيه.
هذا المقال؛ يتناول معلومات وافية ومتكاملة عن الاضاءة عموماً، واضاءة المنزل بشكلٍ خاص، وذلك بما يتضمن توضيح أبرز أنواع الإضاءة واستخداماتها، إلى جانب تفصيل الألوان الأساسية للإضاءة، وتبيان أفضل طرق ترشيد استهلاك الإضاءة، والمزيد من المعلومات الأخرى المهمة في هذا الصدد والسياق.
أبرز أنواع وأصناف الإضاءة الصناعية واستخداماتها
ترتبط الإضاءة الاصطناعية بالعديد من الأنواع والتصنيفات من حيث الموضع والمظهر بما في ذلك المحيطة، والتوجيهية، وإضاءة المهام، والمعمارية، والجمالية، وإضاءة التصوير
تُعد الإضاءة علماً واسعاً وقائماً بحد ذاته، إذ تشتمل على تفاصيل تقنية ونوعية كثيرة ومتعددة، وناهيك عن الإضاءة الطبيعية التي يمكن الحصول عليها من عناصر اضاءة خارجية كأشعة الشمس، وضوء القمر أو إضاءة النجوم، ففي حين تنقسم الأنواع الرئيسية للإضاءة الصناعية من حيث التقنية حالياً إلى إضاءة LED وإضاءة عادية؛ فإن هنالك تصنيفات عديدة للإضاءة من حيث الموضع والمظهر وهي التي تتمثّل أبرزها بالتالية:
الإضاءة المحيطة
يُعّبر هذا النوع عن الإضاءة الأساسية في المكان والتي عادةً ما تتبدّى بكونها اضاءة سقف أو اضاءة معلقة في السقف ومنسدلة منه لتضيء عموم أو محيط الغرفة أو المكان الذي توجد فيه.
الإضاءة التوجيهية
وهي الإضاءة التي يجري ضبطها وإعدادها بحيث تكون مسلّطة وموجّهة على زاوية أو ناحية بحد ذاتها ودون عن سواها من نواحي المنزل، وذلك لإبراز هذه الناحية وإظهارها بمظهرٍ متميز، كما يمكن تسليط الإضاءة التوجيهية على لوحةٍ، أو صورة، أو تحفةٍ، أو شجرة، أو منحوتةٍ، أو إحدى قطع الأثاث من المنزل، وعادةً ما يتم تنفيذ هذا النوع من الإضاءة استعانةً بعناصر اضاءة مخفية، مما يُضفي وهجاً أكبر على الأمر، مع إمكانية استخدام اضاءة سقف أو اضاءة معلقة أو حتى اضاءة ارضية موجهةٍ نحو ما نريد إبرازه وإظهاره بطريقةٍ إبداعية لافتة.
إضاءة المهام
عادةً ما نحتاج هذا النوع من الإضاءة لدى إعدادنا اضاءة مكتب أو ضبط اضاءة المطبخ على سبيل المثال، إذ تتجلى إضاءة المهام بكونها الإضاءة التي نستخدمها لتركيز الإنارة نحو منطقة محددة لإنجاز مهمة مثل العمل، أو القراءة، أو الكتابة، أو الرسم، أو النحت، وكذلك فيُمكن استخدامها لدى تحضير الطعام على الأسطح المخصصة لذلك في المطبخ، مما يمنحنا إضاءة واضحةٍ في جو من الرقي والسكينة، وهو الأمر الذي يجعلها مشابهةً إلى حدٍ بعيد للإضاءة التوجيهية أيضاً.
الإضاءة المعمارية
يُمثّل هذا النوع من أنواع الإضاءة ما يجري تنفيذه في أثناء إعمار العقار وبناءه، بحيث تكون هذه الإضاءة ثابتة في مواقع معيّنة ومتجذرة في جدران البناء أو أساساته كالسقف والأرضية، وذلك مع إمكانية تنفيذها في وقتٍ لاحق لإنجاز العقار وإتمام بناءه أيضاً، ويمكن أن تتبدّى الإضاءة المعمارية بكونها اضاءة مخفية أو ظاهرة، وتشمل كلاً من عناصر الإضاءة التي تكون مثبّتة داخل السقف أو الأرضية، أو تكون منضوية داخل حافات الجبس أو داخل التجاويف المعمارية، سواءً كانت على شكل عن أشرطةٍ أو دوائر أو غير ذلك، وتًستخدم عادةً ضمن إضاءة صالات الاستقبال واضاءة غرف النوم، وما سوى ذلك من الأماكن في المنازل وغيرها من الأنواع العقارية على حدٍ سواء.
الإضاءة الجمالية
لعلّه يتضح المقصود بهذا النوع من اسمه، إذ قد يأتي في سياق أيٍ من أنواع الإضاءة الأخرى، وهو يُعبّر عن أي عناصر إضاءة إضافية للإضاءة الأساسية بما يزيد من جمالية المكان الذي توجد هذه الإضاءة فيها، بما يتضمن عناصر اضاءة سقف أو اضاءة معلقة كالثريات البهية والفاخرة، أو البسيطة والأنيقة في الآن ذاته، إلى جانب عناصر اضاءة ارضية مثل الأضوية الصغيرة التي تكون مغروسة في أرضية المنزل أو الحديقة، وتضفي تأثيراً جذّاباً ومُدهشاً إلى المكان، ومن ذلك أيضاً اضاءة الدرج الذي تجعله أكثر بهجةً وألقاً، ضِف إلى ذلك ما يمكن الاستعانة به من عناصر إضاءة ثابتة كالفوانيس والمصابيح المعلقة على الجدران، أو عناصر إضاءة الزينة والإضاءة التوجيهية المتحركة مثل الشمعدانات وما سواها من الإضاءات المقاربة لكونها تُحفاً متحركة مثل “التيبل لامب” أو مصابيح الطاولة و”الستاند لامب” أو المصابيح العمودية أو القائمة المتحركة سواءً كان ذلك ضمن اضاءة غرف النوم، أو صالات الاستقبال، وما سواها من غرف المنزل والأماكن الأخرى، ضِف إلى ذلك ما يُمكن ستخدامه من اضاءه خارجيه لتزيين واجهة المنزل وجعلها تبدو بمظهرٍ أنيقٍ وبارزٍ ولافت.